فوکس نیوز: كشف الأنشطة النووية السرية لإيران في مواقع لإطلاق الصواریخ الرئيسية
في تقرير حصري نشرته كايتلين ماكفال في “فوكس نيوز ديجيتال”، تم الكشف عن أن وكالة نووية سرية تابعة لإيران تعمل من داخل مواقع رئيسية مخصصة لبرنامج الفضاء الإيراني، مما أثار مخاوف جديدة بشأن نوايا طهران فيما يتعلق بتطوير الأسلحة النووية. وأظهر التقرير، الذي يستند إلى أدلة قدمها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، أن إيران تكثف جهودها لتصنيع رؤوس نووية في هذه المواقع.
الأنشطة النووية السرية تحت غطاء برنامج الفضاء
بحسب التقرير، تخفي إيران عناصر من برنامجها النووي تحت ستار المشاريع التجارية وبرامج الفضاء. وتشير المعلومات إلى أن منظمة الابتكار والبحث الدفاعي (SPND)، وهي وكالة سرية تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، تعمل بنشاط داخل موقعين رئيسيين هما مركز شاهرود الفضائي وموقع سمنان.
وقال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في تقريره:”هذه المعلومات، التي تم جمعها من عشرات المصادر والتحقق منها بدقة، تؤكد أن SPND كثّفت في الأشهر الأخيرة جهودها لصنع رؤوس نووية في موقعي شاهرود وسمنان.”
المعلومات قدمها أفراد مرتبطون بـمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية ، التي نقلتها بدورها إلى المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وكان عليرضا جعفر زاده، نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في واشنطن، أول من كشف للعالم عن البرنامج النووي الإيراني السري في عام 2002.
مركز شاهرود الفضائي: قاعدة لتطوير الصواريخ؟
يُعد مركز شاهرود الفضائي، الذي يُشتبه منذ فترة طويلة في أنه قاعدة لتطوير الصواريخ متوسطة المدى التابعة لحرس النظام الایراني، موقعًا رئيسيًا لنشاط مكثف لعناصر SPND.
وقال مصدر لـ”فوكس نيوز ديجيتال”:
“يعمل خبراء SPND على تطوير رأس نووي لصاروخ “قائم-100″ الذي يعمل بالوقود الصلب، والذي يصل مداه إلى أكثر من 3000 كيلومتر [أكثر من 1800 ميل]، وهو مزود بمنصة إطلاق متحركة.”
هذا التطور يثير القلق، لا سيما وأن إيران قدمت “قائم-100” في البداية كصاروخ لإطلاق الأقمار الصناعية، لكنه مصمم أيضًا ليكون صاروخًا عسكريًا فعالًا.
وجاء في تقرير المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية:”منذ البداية، تم تصميم صاروخ “قائم” لحمل رأس نووي.”
وكان اللواء حسن طهراني مقدم، المعروف بـ”أب البرنامج الصاروخي لحرس النظام “، هو الشخص الذي قاد هذا المشروع شخصيًا.
كما أضاف التقرير:”تم تطوير صاروخ “قائم-100″ من قبل القوة الجوية للحرس النظام الایراني، وهو نسخة معدلة من الصواريخ الكورية الشمالية.”
وإضافة إلى ذلك، تم تشديد الإجراءات الأمنية في موقع شاهرود، حيث يُمنع الموظفون من القيادة داخل المجمع، ويُطلب منهم التوقف عند نقطة تفتيش قبل نقلهم إلى الداخل بواسطة حرس النظام الایراني.
موقع سمنان (مطار ما یسمی خميني الفضائي): تكنولوجيا مزدوجة الاستخدام
الموقع الثاني الذي أثار الشكوك هو مطار ما یسمی خمینی الفضائي في سمنان، والذي شهد مؤخرًا إطلاق إيران لأثقل صاروخ فضائي لها، محملًا بحمولة تزن حوالي 660 رطلاً. وعلى الرغم من تقديمه كمشروع فضائي مدني، إلا أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يؤكد أن التكنولوجيا المستخدمة فيه يتم توظيفها في برامج عسكرية.
وجاء في التقرير:
“تستخدم إيران هذه التكنولوجيا لتطوير وقود الدفع السائل، مثل صاروخ “سيمرغ” الذي يصل مداه إلى أكثر من 1800 ميل، والمستخدم لإطلاق أقمار صناعية أثقل، ولكنه مصمم أيضًا لحمل رؤوس نووية.”
ويعد الوقود السائل أكثر تعقيدًا من الوقود الصلب، لكنه يمنح الصاروخ قوة دفع أكبر، وتحكمًا أدق، ومدى أطول، مما يجعله مثاليًا للصواريخ الباليستية طويلة المدى.
وحذر جعفر زاده من أن هذه التطورات تُخفي أهدافًا عسكرية:
“إن إنشاء قيادة فضائية داخل القوة الجوية لحرس النظام يخدم غرضين: الأول هو التمويه على تطوير الرؤوس النووية تحت ستار إطلاق الأقمار الصناعية، والثاني هو منح النظام الإيراني وسائل اتصالات مستقلة للتحكم في هذه الرؤوس.”
تزايد مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب
بالإضافة إلى تطوير الصواريخ، حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) مؤخرًا من أن النظام الإيراني جمع حوالي 440 رطلاً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة قريبة جدًا من عتبة 90% اللازمة لصنع الأسلحة النووية.
وحسب التقرير:“يحتاج تصنيع قنبلة نووية واحدة فقط إلى حوالي 92 رطلاً من اليورانيوم المخصب بنسبة 90%، مما يعني أن إيران، إذا قامت بزيادة مستوى التخصيب، يمكنها امتلاك ما يكفي لصنع خمس قنابل نووية.”
لكن جعفر زاده حذّر من أن تركيز المجتمع الدولي على تخصيب اليورانيوم فقط هو خطأ فادح.
وقال:”من السذاجة التركيز فقط على كمية أو نقاء اليورانيوم المخصب، دون النظر إلى تقدم إيران في تصنيع القنبلة النووية ونظام توصيلها. فكل هذه العناصر هي مكونات أساسية لمنح الملالي سلاحًا نوويًا.”
مخاطر أمنية متزايدة على المستوى الدولي
تؤكد المعلومات التي كشفها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن إيران قد تكون أقرب مما يعتقد البعض إلى تحقيق قدرات نووية عسكرية متكاملة، مما يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي والدولي.
وبينما تنفي طهران أي نية لتطوير أسلحة نووية، تشير الأدلة المتزايدة إلى استمرار أنشطتها النووية السرية تحت غطاء برامج مدنية.
مع استمرار الولايات المتحدة وحلفائها في مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية، تؤكد هذه التقارير الحاجة الملحة لتحرك دولي قوي لوقف طهران قبل امتلاكها السلاح النووي. فإيران، إذا لم يتم التصدي لها، قد تتحول قريبًا إلى قوة نووية تهدد استقرار الشرق الأوسط والعالم بأسره.